المحتويات
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾، الإقامة في الصلاة هي إعلام المسلمين بالقيام إلى الصلاة، وهي في اللغة تأتي من الفعل أقام (وهو إقامة الشيء وجعله مستقيما وأداؤه على الوجه المعتبر المطلوب، وهي بداية وقت الصلاة)، وهي ذكر مخصوص بقول معروف ومعلوم لكافة المسلمين.
قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)، هذا دليل على اهمية المناداة للصلاة.
ولإقامة الصلاة صفة تُسمى صفة الإقامة، وهي التي تشرع للصلوات الخمس المفروضة فقط وصلاة الجمعة مثل صفة الأذان.
وهي إِعلاء اسم اللَّه تعالى واسم رسوله صلَى اللَّهُ علَيه وسلم وإقرار للفلاح والفوز عند كل صلاة في اليوم، لتركيز ذلك في نفس المسلم وإظهار لشعيرة من أفضل الشعائر.
الفرق بين الأذان والإقامة
- الإقامة تأتي بعد الأذان، وعلى الرغم أنهما مشتركان في إعلام المسلمين بوقت الصلاة، فإن الفرق بينهم أن الإعلام في الإقامة للمصلين الحاضرين في المسجد للاستقامة للصلاة، أما الأذان يكون الإعلام للغائبين ليتأهبوا للصلاة.
- وصفة الإقامة تشبه صفة الأذان لكن قد تنقص أو تزيد عنها باختلاف الفقهاء، وتأتي الإقامة بوقت قليل بعد الأذان، وهو مقدار الوقت اللازم ليتوضأ المسلم ويذهب إلى المسجد، ويصلي صلاة تحية المسجد والسُنة التي تسبق الصلاة المفروضة وهو بمقدار 15 دقيقة.
- هناك دعاء يقال عندما يفرغ المؤذن من الأذان أي بين الأذان والإقامة، فهو دعاء" "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد".
حكم صفة الإقامة
الإقامة كالأذان لها 3 أحكام باختلاف المذاهب والأئمة
- رأى الحنابلة وبعض الشافعية أن الإقامة فرض كفايةٍ كالأذان، إن أتى بها البعض سقطت عن الباقين.
- في مذهب المالكية، هي سنة عين لذكر بالغ، وسنة كفاية لجماعة الذكورة البالغين، والراجح عند الشافعية أن الإقامة سُنة مؤكدة على الكفاية.
- الحنفية: قالوا بأنّ الإقامة سُنّة مُؤكَّدة على الكفاية لأهل الحيّ الواحد.
ما هي صفة الإقامة
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: « أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ ».
- ألفاظها هي "الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة حي على الفلاح، قد قامت الصلاة؛ قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله"، وهذه الصفة متفق عليها بين الحنابلة والشافعية.
- أما الحنفية، والمالكية قالوا غير ذلك، فقال الحنفية: إن تكبيرات الإقامة أربع في أولها، واثنتان في آخرها، وباقي ما ذكر في ألفاظها يذكر مرتين، بينما قال المالكية بأنّ التكبير يصدر مرّتان في أوّل الإقامة، وآخرها، وغيرها من الألفاظ مرّةً واحدةً فقط.
شروط وسُنن الإقامة
- إن شروطها مثل شروط الأذان، فهما مشروعان للصلوات الخمسة دون غيرها مثل صلاة الوتر، وصلاة الميت، وصلاة الكسوف والخسوف وغيرهم من الصلوات النوافل التي لا أذان لها ولا إقامة.
- فهي للرجال دون النساء، فالنساء ليس عليهن أذان ولا إقامة، لأنها ليست من أهل الجهر، والأذان والإقامة جهر، لكن تصح إقامة المرأة، بشرط أن تقيم لنفسها.
- دخول الوقت ونية الإقامة والأداء باللغة العربية، ورفع الصوت ولكن بدرجة أخف من رفعه في الأذان.
- تُكره الإقامة بدون طهارة، لأنها تسبق الصلاة مباشرةً.
- من المستحب استقبال القبلة.
- تُكره الإقامة قاعدًا من غير عذر، لذا من المستحب لمقيم الصلاة أن يقيمها واقفًا.
- يجب أن تُولى الإقامة لمن تولى الأذان عند الشافعية والحنابلة، أما المالكية قالوا أنه يجوز أن يقيم الصلاة شخصًا آخر غير المؤذن.
- اتفق الفقهاء أنه يجوز للمنفرد أن يقيم الصلاة سواء في المسجد أو في بيته، وتشرع أيضًا في حالة السفر سواء قصرًا أو دونه، كما هو الحال في الحضر.
- مثل الأذان في حديث أبي سَعِيد الخُدَّرِيِّ: "إذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذَّنَ فَقُولُوا مثل ما يقول"، لذا على السامع أن يقول مثل ما يقول المقيم إلا في (حي على الصلاة وحي على الفلاح) فإنه يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ويزيد عند إقامة الصلاة " أَقَامَهَا اللَّهُ وَأَدَامَهَا".
- اتفق الفقهاء على الفصل بين الأذان والإقامة بوقت يسع حضور المصلين إلى المسجد فما سوى المغرب.