المحتويات
جعل الله يوم الجمعة يومًا مختلفًا ومفضلًا عن سائر الأيام، وهو خير الأيام عند الله، فقد أنزل الله سورة في القرآن الكريم باسم سورة الجمعة، ويسُمي بالجمعة لما فيه من معنى بالاجتماع، أي أن الناس يجتمعون فيه للصلاة والعبادة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)).
في هذا اليوم، يصلي المسلمون صلاة الجمعة في جماعة بدلًا من صلاة الظهر، وتكون جهرًا عكس صلاة الظهر، وبها خطبتان.
موعد صلاة الجمعة
إن الصلاة فرض، وكُتبت على كل مسلم بالغ، عاقل، قادر على إتيانها، وهو مكلف بها، وكل صلاة لها وقت مخصص وموعد.
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة، إلا أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض)، وأيضًا المسافر الذي يصعب عليه شرط الجماعة في سفره، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها في سفره، ولكن وإذا مرَّ المسافر ببلد أثناء الجمعة وسمع النداء وأراد أن يستريح في هذا البلد فيجب عليه الصلاة، وإن خطب وصلى بهم صحت صلاة الجميع.
ووقت الجمعة هو وقت الظهر، من بعد زوال الشمس، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة حين تميل الشمس.
شروطها
- الاغتسال والتطيب، فمن شروط الصلاة في العموم هو الوضوء، لكن في يوم الجمعة من المستحب الاغتسال ولبس أحسن الثياب، ووقت الغسل من فجر الجمعة إلى الزوال.
والثياب البيض أفضل الثياب لحديث «البسوا الثياب البيض، فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم».
أيضًا من الأفضل حلق الشعر، وتقليم الأظافر، وقص الشارب.
- التبكير إلى الصلاة، وذكر الله في طريقك إلى المسجد، وسماع الخطبتين.
- تُصلى الجمعة جهرًا، عكس صلاة الظهر التي تُصلى سرًا، فهي تكفي عن الظهر، فلا يجوز لمن صلاها أن يصلي بعدها الظهر، فيما عدا من أدرك مع الإمام أقل من ركعة فينويها ظهراً ويصلي أربع ركعات.
- يجب أن يترك المسلم البيع والتجارة ليؤدي هذه الصلاة، ومن ترك ثلاث جمع متهاوناً بها طبع الله على قلبه، فقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وهذا أكبر دليل على فضلها وأهميتها.
- الإنصات للخطبة التي يخطبها الإمام، فمن تكلم في أثناء الخطبة وقع عليه إثم.
كيفية صلاة الجمعة
- يشترط الخطبة في هذه الصلاة، وهما خطبتان يتقدمان الصلاة، وهما من أركان الجمعة، ولا تصح الصلاة إلا بهما.
تكون الخطبة الأولى بين النداء الأول للجمعة والنداء الثاني، حتى يتمكن البعيد أو الغافل للاستعداد للصلاة.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: (كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخطب خطبتين وهو قائم يفصل بينهما بجلوس).
- تُصلى الجمعة ركعتان فقط، ولكنهم لا يعدوا قصرًا مثل صلاة المسافر، فيقرأ الإمام في الركعة الأولى سورة الجمعة، وفي الثانية سورة المنافقون، اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك أقول أُخرى أنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان يصلي بسورة الأعلى، والغاشية.
- من المستحب صلاة أربع ركعات قبل الجمعة وأربع بعدها، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
فضلها
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: ((فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه))، والمقصود هنا هو آخر ساعة في نهار الجمعة بعد العصر.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أكثروا علي من الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة، فمن صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشراً»، فإن أجر الصلاة على النبي أجر عظيم.
- قراءة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين سبع مرات، وقراءة سورة الكهف، بهما يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر.
- الجمعة إلى الجمعة كفارةٌ لما بينهما، فيرفع الله درجات المسلم بخطواته التي يخطوها إلى المسجد، ويكفر عن سيئاته.