المحتويات
خلق الله الإنسان يخطئ ويصيب، وكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين، وجعل الله الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة، ومع وجود هذه الأخطاء وارتكاب المعاصي والذنوب، كان الله بالناس رحيمًا.
فقد أنزل الله آيات في القرآن الكريم يوجد بها عدة طرق ترشدنا وتساعدنا على التوبة، ومن خلالها يغفر الله ذنوبنا، ومن هذه الطرق، صلاة التوبة.
قال أبو بكر وصدق أبو بكر رضي الله عنه: "سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من عبد يُذنب ذَنبا فيُحسِنُ الطّهُور ثمَّ يقوم فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ ثمَّ يسْتَغْفر الله إِلَّا غفر الله لَهُ "، ثم قرأ هذه الآية {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ}.
كيفية صلاة التوبة
- التوبة هي الندم على ارتكاب الذنوب والمعاصي، وعدم العودة لهذه المعاصي مرة أخرى، والتوبة قد تكون باللسان (أي الاستغفار)، وقد تكون بالقلب (أي الندم والنية على عدم الرجوع لارتكاب تلك الذنوب مرة أخرى)، وأيضًا تكون بالصلاة.
- تٌصلى التوبة في أي وقت، لأنها من النوافل المطلقة، وتُعامل معاملتها.
- هناك 3 أقوال لمحل الصلاة:
الأول والأرجح أنها تُصلى قبل التوبة، والاستناد على ذلك في قول أبو بكر رضي الله عنه الذي ذُكر في الفقرة السابقة، أن المسلم الذي يريد التوبة يصلي أولًا ثم يستغفر، والاستغفار هنا هو التوبة.
أما القول الثاني أن تُصليها بعد التوبة، والثالث أنه لا يوجد فرق إذا كان قبل التوبة أو بعدها، والله أعلى وأعلم.
- هي ركعتان، لا يشرع أن تُصلى في جماعة، لكن تصليها منفردًا.
هل صلاة التوبة واجبة؟
إن وقوع الذنب على المسلم المؤمن يجعل في قلبه غُصة، لا يرتاح ولا يهدأ حتى يشعر أن الله سبحانه وتعالى قد غفر له.
ومن أسماء الله تعالى الحسنى، أنه الرحيم الغفار، فإذا عرف الشخص ذنبه وقرر أنه لا يعود له وشعر بالندم هذا في حد ذاته توبة، ولا يحتاج إلى صلاة مخصوص، ولا تنقطع التوبة حتى تبلغ الروح الحلقوم أو ينزل العذاب أو تقوم الساعة، ويكفي أن يستغفرالمسلم ويتوب إلى الله، لذا فهي ليست وجوبية.
لكن الصلاة نفسها تريح القلب وتشفيه، وعندما تُصلي لأجل أن يغفر الله ذنبك فتشعر بالراحة والهدوء والسكينة، فيجب عليك أن تحسن الظن بالله في أنه غفار للذنوب وسيغفر لك.
يوجد أيضًا بعض الأشياء التي تمحي الذنوب، منها: الصدقة، قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار"، وكذلك الذكر والصيام.
ماذا يُقرأ في صلاة التوبة
- لا يوجد دعاء بلفظ معين يقرأ في هذه الصلاة، لكن من المشروع هو الاستغفار وذكر الله سبحانه وتعالى الذي يشمل التسبيح والتحميد.
- لا يشرع تخصيص هذه الصلاة بسور أو آيات بعينها، لأنه لم يرد في ذلك شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ثبُت عنه هذه الصلاة، والتسبيح والتحميد (ذكر الله)، والصدقة، والصيام هم من الأمور المتعلقة بالتوبة.
- وقال الغزالي عن هذه الأمور، قَالَ: " أَن تصلي عقيب الذَّنب رَكْعَتَيْنِ ثمَّ تستغفر الله تَعَالَى بعدهمَا سبعين مرّة، وَتقول: سُبْحَانَ الله الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ مائَة مرّة، ثمَّ تَتَصَدَّق بِصَدقَة، ثمَّ تَصُوم يَوْمًا".
- وورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة".
- وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}.
- هناك تشابه بين صلاة الاستخارة والتوبة، الاستخارة حينما يشتبه على الإنسان أمرًا فيقبل على الصلاة ويستخير الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر، وهكذا الأمر أيضًا في صلاتك للتوبة من ذنبٍ ما، ويتفق الاثنان على أنهما لتفريج الهم.
أخيرًا للتوبة شروط:
- الإخلاص في النية للتوبة من الذنب أو المعصية.
- الندم على هذه المعصية، وعدم الوقوع في هذا الذنب، وألا يعود له.
- إذا كان هذا الذنب يتعلق بحق العباد، يجب على المسلم الذي يريد التوبة من ذنبه أن يعيد الحق ويرده لأصحابه، فإذا كان الذنب هو السرقة، فيجب أن يرد هذه المسروقات لصاحبها، أو يتصدق بقيمتها إذا كان ردها لأصحابها أمرًا صعبًا.