المحتويات
إن المسجد أو الجامع هو المكان الذي تقام فيه الصلاة، فهو بيت من بيوت الله سبحانه وتعالى، قال -تعالى-: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا)، وسُمي مسجد لأن المصلين يسجدون فيه.وهو أيضًا "الجامع" لأنه يجتمع فيه المسلمون لأداء الصلاة، وفيه بدأ تعليم الشريعة الإسلامية، وحفظ القرآن، والتعليم بصفة عامة، وفيه الناس تتعلم أمور دينهم، وواجباتهم وحقوقهم.
وقد ميز الله المسلمين الذين يعمرون المساجد، وجعل لهم نصيبًا عظيمًا من الثواب، وجعلهم صفوة الناس، قال -تعالى-: (إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّـهِ مَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسى أُولـئِكَ أَن يَكونوا مِنَ المُهتَدينَ).
أهمية المساجد الاجتماعية والدينية
- عن أبي هريرة رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده»، ويدل هذا الحديث على فضل المسجد في نفوس وقلوب المؤمنين، لما يصيبهم من سكينة وطمأنينة عند دخولهم المسجد وذكر الله.
- وعد الله من بنى له مسجدًا في الدنيا، بنى الله له بيتًا في الجنة.
- رسالة المسجد في الإسلام تتركز في الدرجة الأولى على التربية الروحية، حينما يؤدي المسلمون الصلاة في المسجد، يصطفون في الصفوف جنبًا إلى جنب، فإنهم يشعرون بالمساواة والود والأخوة.
- وقد ظل المسجد على امتداد تاريخ المسلمين مؤسسة تعليمية للصغار والكبار، وهو ساحة للعبادة ومدرسة للعلم وندوة للأدب.
- الخطبة لا تزال هي أكثر الوسائل فاعلية في نشر الدعوة الإسلامية، فهي أسرع إلى فهم العامة وأبلغ في التأثير على الجميع ولها مفعول مباشر وسريع في توجيه الرأي العام.
حكم صلاة تحية المسجد
- إن صلاة التحية سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)، فإذا دخل المسلم المسجد وهو على طهارة فليصل ركعتين، حتى وإن كان في أوقات النهي عن الصلاة، لأن كل صلاة لها سبب فهي جائزة حتى في أوقات النهي، وصلاة التحية لها سبب وهو الدخول للمسجد سواء للجلوس، أو انتظار إقامة الصلاة.
- لكن إذا دخلت المسجد بعد الأذان، فيجب أن تصلي الراتبة التي قبل الفريضة وهي تكفي عن صلاة تحية المسجد.
- أما بالنسبة لمن دخل المسجد والإمام يخطب، فاختلف الفقهاء في هذه الحالة.
وقال الحنفية والمالكية أنه مكروه هذه الصلاة، ويجب عليه أن يجلس ويستمع إلى الخطبة، لقوله تعالى {فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}.
بينما أجاز الشافعية والحنابلة في هذه الحالة أن يركع المسلم ركعتين.
- ومن تكرر دخوله إلى المسجد، فاختلف العلماء، من قال أنها تكرر كل مرة حين الدخول إلى المسجد، ومن قال أنها تكفي مرة واحدة، ورأي آخر أنه إذا كانت المساجد متلاصقة فيكفي تحية لكل واحد منهما.
كيفية صلاة تحية المسجد
- هي ركعتان، تؤدى مثل باقي الصلوات، تبدأ بالنية، والقيام، ثم تكبيرة الإحرام، ثم قراءة الفاتحة وماتيسر من القرآن الكريم، ثم يركع، ويسجد سجدتين، يقوم من السجود، ثم بعد ذلك الركعة الثانية مثل الأولى بنفس الترتيب، ثم يجلس ويقرأ التشهد ويسلم عن يمينه وعن يساره.
- هي صلاة سرية، لا يجوز فيها رفع المسلم صوته حين يقرأ القرآن.
- يمكن أن تصليها في أي مكان في المسجد، فقط تستقبل القبلة ويصلي صلاة تحية المسجد.
- إذا دخل المسلم الكعبة، فيقول: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ فَحَيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلاَمِ.
- وإذا دخل إلى المسجد الحرام، يطوف حول الكعبة، بدلا من صلاة ركعتين التحية.
- وأما من دخل المسجد النبوي، فليصل ركعتين التحية، ثم يذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُول اللَّهِ ثُمَّ يُسَلِّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
الدعاء بعد الصلاة
الدعاء بعد الصلاة من كل شخص على حدة (أي فردي) فهو لا بأس به، وبدون رفع صوته، سواء بعد الفريضة أو النافلة، أما الدعاء الجماعي فهو لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا يُعد الدعاء الجماعي بعد الصلاة عند العلماء بدعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس بعد الصلاة يذكر الله.
المراجع:
- كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية
- كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر
- كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز
- كتاب الأثر التربوي للمسجد