المحتويات
تُعد التراويح شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، وتُصلى في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، فهي سبب في مغفرة الذنب لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ).
كان المسلمون في مكة المكرمة يُؤدون أربع ركعاتٍ من صلاة القيام في رمضان، ثم يأخذون قسطاً من الراحة، ويطوفون بالكعبة المُشرفة، ثم يُؤدون أربع ركعاتٍ أخرى، ثم يطوفون مرةً أخرى بالبيت، ولذلك سُميت صلاة القيام في رمضان بصلاة التراويح.
حُكمها
- هي سنة مؤكدة للرجال والنساء، فهي من النوافل المؤكدة كما دلت على ذلك الأحاديث الشريفة وهي عشرون ركعة من غير صلاة الوتر، ومع الوتر تصبح ثلاثاً وعشرين ركعة، على ذلك اتفق العلماء والأمة، لأنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك بعض الأعمال غير المفروضة مثل التراويح.
وهناك حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي القيام في رمضان في المسجد، فكان المسلمون يصلون معه، وفي الليلة الثانية أيضًا كان يصلي وهم يصلون معه ويزيدون في القراءة والركعات، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحرص على الصلاة والقيام، فلم يخرج إليهم في الليلة الثالثة والرابعة، ذلك خشية أن تُفرض عليهم.
- وقتها بين صلاة العشاء وطلوع الفجر.
- يجب تحديد النية قبل الصلاة، وهو شرطًا عند الشافعية والحنابلة، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ).
- قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ)، لذا فإن الصلاة في جماعة أفضل من الصلاة في البيت.
- بالنسبة للنساء، فهي في الأساس ليست فرض سواء على الرجال أو النساء، وإن صلتها المرأة فقد فازت فوزا عظيما، ونالت أجرًا قديرًا.
كيفية صلاة التراويح
إن قيام شهر رمضان عشرون ركعة (يعني صلاة التراويح)، وأول من سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي تُصلى مثنى مثنى مثل صلاة القيام، وينوي الشخص بكل ركعتين، ولو صلى أربع ركعات منها بتسليمة واحدة لم تصح الصلاة في هذه الحالة.
ويقرأ الإمام كل ليلة جزءاً، يفرقها ويوزعها على عشرين ركعة، لأن من السُنة ختم القرآن عندما نصل إلى نهاية شهر رمضان المبارك، ذلك لتحقيق سماع القُرآن كاملاً في التراويح.
يبدأ المسلم بالطهارة أي الاغتسال والوضوء، ثمّ يستقبل القِبلة بوجهه، ثُمّ يبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام؛ فيقول: "الله أكبر"، ثُمّ يقرأ بسورة الفاتحة، ويقرأ بعدها ما تيسّر له من القُرآن الكريم، ثُمّ يركع حتى يطمئنّ في رُكوعه، ثُمّ يرفع من الرُّكوع، ثُمّ يسجد، ثُمّ يرفع من سُجوده، ثمّ يسجد مرّة أُخرى، وبعد الانتهاء من السجدة الثانية يكون قد أنهى الركعة الأولى، ثُمّ يقوم للركعة الثانية، ويفعل كما فعل في الركعة الأُولى، وفي آخر الصلاة يجلس للتشهُّد والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ثُمّ يدعو بما شاء من الدُّعاء، ثُمّ يُسلّم عن يمينه وشماله.
دعاء صلاة التراويح (ختم القرآن)
عن ثابت البناني قال: "كَانَ أَنَسٌ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ جَمَعَ وَلَدَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فَدَعَا لَهُمْ"، ومن هذه الأدعية:
- اللهم لا تُخرجنا من رمضان إلا وأنت راضٍ عنّا، وأعنّا على ما تبقّى من الليالي، وثبّت أقدامنا على صلاة التراويح والذّكر.
- اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وارفع مقامنا و درجاتنا، وارزقنا جنّتك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم تقبّل صلاتنا وقيامنا وذكرنا، واحشرنا مع الصدّيقين والشهداء، وارزقنا شربة ماء من الرسول الكريم.
- "اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي"
وما فضلها؟
- التراويح من الصلوات المكفرة للسيئات، التي بها قد يغفر الله ذنوبك.
- الدخول في رحمة الله، لأنها من الأشياء المحببة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الصلوات العظيمة.
- من أعظم أسباب دخول الجنة، فتجعلك هذه الصلاة في أعلى درجات الجنة.
- من يصليها كما ينبغي فقد قام رمضان.
- يجازي الله من أقامها وأداها بأحسن الثواب وأعظم الجزاء.
- يخطب الإمام في هذه الصلاة ، ويعطي دروس ومواعظ في الأمور الدينية والدنيوية، لذا فيها استفادة للمسلم الذي يؤديها في المسجد ليأخذ العظة والاستفادة العظيمة من هذه الدروس.