22 مارس 2023
المحتويات
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بُني الإسلامُ على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان».
فالصلاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، ولا يصح الإسلام بدون الصلاة، فالصلاة هي عماد الدين، وأصغر مسافة بين المشاكل وحلها هي نفس المسافة بين جبهتك والأرض حين تُصلي.
والصلاة هي أحبُّ الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وقد فُرضت الصلاة ليلة الإسراء خمسين في اليوم والليلة، ثم خُفِّضت إلى خمس صلوات تَعْدل في ثوابها الخمسين، وصلاة العصر هي من الصلوات الخمس المفروضة بعد صلاة الفجر وصلاة الظهر.
وقت صلاة العصر، ومسمياتها
- سُميت بالعصر، لمُعاصرته ومُقارنته لوقت الغروب بخروج وقت صلاة الظُهر، ولأنّ العصر يطلق على آخر الشّيء، ووقت صلاة العصر هو آخر وقت للنّهار.
- قَالَ تَعَالَى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى، وقُوْمُوا لله قَانِتِيْنَ}، وقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " الصَّلَاةُ الْوُسْطَى صَلَاةُ الْعَصْرِ "، لذا تُسمى العصر بالصلاة الوسطى أيضًا وهذا يرجع لفضلها بذكرها في كتاب الله العزيز، ولأنها مُتوسطةٌ بين صلاتَين في الليل، وصلاتَين في النّهار.
- يبدأ وقت صلاة العصر من حين يصير ظل كل شئ مثله في الطول وينتهي بغروب الشمس وليس اصفرار الشمس، ثم يعقبه الوقت الجائز الذي يمتد إلى غياب الشمس، ويُسمى وقت الضرورة، أو وقت الكراهة، ويُقصد بالغروب غيابَ كاملِ لقرصِ الشمس، بمعنى أن وقت العصر يمتد حتى يتوارى قرص الشمس كله.
ما يُستحب قراءته في العصر
- قال الحنفية والشافعية أنه يُسن أن يُقرأ فيها من سورة (البروج) إلى آخر سورة (البينة)، وهما أوساط المفصل.
- ولكن عند المالكية قالوا يُسن أن يُقرأ بقِصار السُّور؛ كسورة الضُحى، وسورة القَدْر.
- أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ القراءة في العصر تكون بنصف القراءة في صلاة الظُّهر.
- تُصلى العصر سرًا وليس جهرًا سواء منفردًا أو في جماعة، والحكمة في عدم الجهر بها أنها صلاة نهارية، لكن من جهر فيها من أجل تعليم أو نحوه فإنّ صلاته صحيحة، لكنّه خالف السّنة.
- واتفق الفقهاء على عدم التنفل (أي صلاة النوافل) بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، وعدد ركعاتها 4 ركعات، ويُقرأ في أول ركعتين سورة الفاتحة وسورتين مما تيسر من القرآن الكريم، ويُطول في الأولى، ويُقصر في الثانية، أما الركعتين الآخرين يقرأ فاتحة الكتاب فقط، ويجلس فيها جلستين في كل مثنى جلسة للتشهد.
فضل صلاة العصر
ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له، وتستطيع صلاة واحدة أن تزيل صدأ الروح، بحيث يعود الواحد أنقى في كل مرة، ولهذه الصلاة عدة فضائل منها:
- قال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، فمن حفظ الصلاة حفظته الصلاة عن ارتكاب المعاصي والذنوب.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)، والمقصود هنا بالبردين هما الصبح والعصر.
- حذّر من تضييعها، والتهاونِ في أدائها، وبيّن أنّ مَن تركها فقد حبِطَ عملُه، فقال: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ).
- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الذي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأنَّما وُتِرَ أهْلَهُ ومَالَهُ)، أي أنّ الخوف من تضييع أداء العصر كالخوف من تضييع الأهل والمال، وهذا يدل على أهميتها الشديدة، لذا من فاته الصلاة سهوًا عليه أن يقضيها حين يتذكرها في أي وقت.
- قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ هَذِهِ الصَلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا , فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا , كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ)، فضاعف الله أجرها مرتين، الأجر الأول لأدائها كباقي الصلوات ولأنها الوسطى، والثاني للمحافظة على آدائها.
- محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله – تعالى- ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.