المحتويات
من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بعباده أن أرسل لهم الصلاة كمصابيحَ، وأنزل فيهم أنوارًا؛ ليسلكوا سبيل الوصول إليه، والإنسان بلا صلاة كصخرة بلا روح.
هل تعلم أن الصلاة هي لقاء بينك وبين الله سبحانه وتعالى، وهي تزرع في قلوبنا خشية الله والخوف من معاصيه ابتداءً من التكبيرة الأولى حتى التسليم.
لذا يجب عليك أن تكون في كامل حضورك العقلي والنفسي لهذا اللقاء، وأن تؤدى الصلاة على أكمل وجه بكل شروطها وأركانها وواجباتها.
فهناك أيضًا مبطلات الصلاة التي تجعل الصلاة باطلة، ومن هذه المبطلات ما يسقط من أركان الصلاة وواجبات الصلاة، ومنها أشياء أخرى تجعل صلاتك لاغية ويجب عليك إعادتها.
ما هي مبطلات الصلاة
من أجل أن يقبل العمل عند الله لابد أن يستقيم الباطن والظاهر، وللصلاة مبطلات كثيرة تنافي ما شرعت من أجله، منها:
- أولها ما يسبق الصلاة وهو الطهارة، فإذا كان الإنسان غير طاهر فلا تجوز صلاته، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة بغير طهور)، ويجب أيضًا استقبال القبلة.
وما يبطل الطهارة أو الوضوء هو سيلان الدم أو القيء الكثير، وزوال العقل سواء بالسُكر أو النوم أو الإغماء، وخروج الغائط، والريح، والبول، والمذي.
- ثانيها أن يفقد ركن من أركان الصلاة سواء كان عمدًا أو سهوًا، مثل من أخرج الصلاة عن صفتها بأن صلى -مثلاً- الصلاة الثنائية أربعاً حتى لو كان ساهيًا فهي باطلة.
- الإنشغال عن أداء الصلاة بأركانها بشكل صحيح ومرتب.
- الكلام في الصلاة، قال الله تعالى {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}، وأما الكلام القليل لإصلاحها فلا يبطلها مثل إذا قال الإمام شيئًا غير صحيح في أثناء الصلاة أو نسي جزء من قراءته لآية من آيات الله.
- الضحك والقهقهة في الصلاة، فإن الضحك بصوت يسمعه المصلي أو غيره تصبح باطلة لأن الصلاة ليست لعبًا أو لهوًا.
- الأكل والشرب.
- التسليم مع الشك في إتمام الصلاة، أي أن المصلي لديه شك كمثال في عدد الركعات، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى: أثلاثاً أم أربعاً؟ فليصل ركعة، وليسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم).
- الحركة الكثيرة، والالتفات في الصلاة، واللحن في القراءة.
- الإحداث في الصلاة يجعلها باطلة، والمقصود بالإحداث هو الفساء والضراط، ونسيان الحدث كإنسان دخل في الصلاة وهو لا يدري أنه محدث يجعلها باطلة أيضًا.
- التبول والتغوط.
اختلافات مبطلات الصلاة عند المذاهب والفقهاء
- قال الحنفية والشافعية: التنحنح لغير ضرورة مبطلًا للصلاة، ولا تفسد إن كان لعذر بأن غلبه أو كان مريضاً لا يملك نفسه، وقال المالكية: التنحنح لا يبطل الصلاة إن كان لحاجة.
- قال المالكية تبطل الصلاة بتشميت العاطس مطلقاً، ولو شمته بغير خطاب كيرحمه الله ويرحمنا فإنها تبطل عند الحنفيين والمالكية، خلافاً للشافعية والحنبلية، ولو عطس وشمت نفسه لخطاب أو غيره لا تبطل، وكذلك الحكم في رد السلام أثناء الصلاة.
- أما النفخ في الصلاة؛ فالمالكية صرحوا ببطلان الصلاة بتعمده، وقيّد الحنابلة بطلان الصلاة بالنفخ فيما إذا بان حرفان.
- قالت المالكية أن التأوه والبكاء من خشية الله لا يبطل الصلاة أو البكاء من الوجع إن قل ولكن إذا كثر بطلت الصلاة، أما الشافعية قالوا الأنين والتأوه والتأفف والتثاؤب والعطاس والجشاء إن حصلت غلبة ولم يستطع دفعها يُعفى عن قليلها عرفاً لا عن كثيرها.
- اتفق العلماء على بطلان من تكلم لغير إصلاحها عامدًا، أما الناسي أو الجاهل لا تبطل صلاته، دليل ذلك قوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}، وقوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}.
- قال الحنفية والمالكية والحنابلة بأن الضحك في الصلاة بصوت مرتفع يبطلها، والابتسامة لا حرج فيها.
- أما بالنسبة للأكل والشرب، قال الحنفية أن الاكل والشرب حتى لو كان سهوًا أو قليلًا فهو مبطل للصلاة إلا إذا كان قدر الحمصة فابتلعه، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه: تبطل الصلاة بتعمد تناول قليل الأكل، ولا تبطل بتناول قليل الأكل ناسياً أو جاهلاً، وتبطل لو تناول كثيرًا حتى لو جاهلًا.
مبطلات الصلاة عند المرأة
- المبطلات العشرة التي ذكرناها سابقًا.
- كشف أي جزء من عورتها.
- خروج دم الحيض.
- فترة النفاس (بعد الولادة).