المحتويات
إن الله فرض على المسلمين الصلوات الخمس المكتوبة، وجعلها ركن من أركان الإسلام، ليستقيم بها المسلم في حياته، فهي تنهى عن الفواحش والذنوب.
هناك بعض الصلوات غير المفروضة، إذا أداها المسلم كانت بمثابة تكملة لصلاته وتزيد من حسناته وتمحي السيئات، وتسمى صلوات السُنن أو الرواتب.
منها صلاة الشفع والوتر، فلها فضل عظيم وهي سُنة مؤكدة، لكن ليست من السُنن الرواتب.
طريقة صلاة الشفع والوتر
معنى الشفع في اللغة هو العدد الزوجي، وتُصلى بعد صلاة العشاء، فهي صلاة تشفع للصلاة الفردية وتقويها، وتتبعها الوتر، وهو عكس الشفع، فهي صلاة فردية، وهي التي يختم بها المسلم صلاته في الليل.
روت عائشة -رضي الله عنها- من فعل النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: (كانَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - يصلِّي من اللَّيلِ ثلاثَ عشرةَ ركعةً يوتِرُ من ذلكَ بخمسٍ لا يجلسُ إلَّا في آخرِهنَّ).
- فيمكن أن تُصلى الشفع والوتر ثلاثًا بدون تسليم، يقرأ في أوّل ركعةٍ بعد سورة الفاتحة سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة سورة الإخلاص، وذلك لحديث أبيّ بن كعب -رضي الله عنه- حيث قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يوتِرُ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}).
- ومن الرأي الأخر، قد أجاز الشافعية والحنابلة أن تصلى ركعتين ويسلم، ثم ركعة الوتر، إذ قالوا إن الفصل أفضل من الوصل؛ لزيادة السلام فيها، وهو من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، واستدلّوا على ذلك بقول الصّحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفصِلُ بينَ الشَّفعِ والوَترِ بتَسليمةٍ ليُسمِعَناها).
- قال المالكية أن صلاة الوتر ركعة واحدة، تسبقها صلاة الشفع (ركعتان)، ويجوز أن تسبقها أكثر من ركعتين (قيام الليل)، يُكره عندهم أن يأتي المُصلي بركعةٍ واحدةٍ فقط دون أن يسبقها ركعتا الشفع، واستدلوا على ذلك بقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ، صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى)، وما روته السيّدة عائشة -رضي الله عنها-، حيث قالت: (كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ).
حكمها
- سُنة مؤكدة، كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يحث الصحابة والمؤمنين على أدائها والمواظبة عليها والتمسك بها، استناداً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا)، وحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أوتِروا يا أَهْلَ القُرآنِ، أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوترَ).
- يجوز أن تُصلى بتشهد واحد، أو بتشهدين.
- يجوز الجهر بالقراءة في صلاة الشفع والوتر، وإن كان الجهر أفضل لأنها من صلاة الليل التي يشرع الجهر بالقراءة فيها.
- تٌصلى بعد صلاة العشاء، جاء عن عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ إلى الفَجْرِ؛ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ)
فضل صلاة الشفع والوتر
- قد أقسم الله سبحانه وتعالى بالشفع والوتر في قوله " والفجر وليالٍ عشر والشفع والوتر"، فقد وضع الشفع والوتر في نفس القسم مع الفجر ومع ليالي ذي الحجة العظيمة، وإن دل على شيئ، فهو يدل على عظمتها وأهميتها.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ قد أمَدَّكم بصلاةٍ، وهي خيرٌ لكم مِن حُمْرِ النَّعَمِ، وهي الوِترُ، فجعَلَها لكم فيما بينَ العِشاءِ إلى طُلوعِ الفَجرِ)، وهذا الحديث هو أكبر دليل على فضل هذه الصلاة وأهميتها.
- ورد في الحديث الثابت في الصحيحَين عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي وأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةً علَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أرَادَ أنْ يُوتِرَ أيْقَظَنِي، فأوْتَرْتُ)، وهذا يدل أيضًا على عظيم فضلها.
.