المحتويات
إن الصلاة مفتاح كل خير، وهي مجلبة للرزق، حافظة للصحة، ودافعة للأذى، طاردة للداء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، ومفرحة للنفس، مذهبة للكسل، ومنشطة للجوارح، ممدة للقوى، وشارحة للصدر، مغذية للروح، منورة للقلب، وحافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، ومقربة من الرحمن.
تُعد صلاة الظهر أول صلاة صلاها جبريل -عليه السلام- بالنّبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ثبت عن النبي أنه قال: (أَمَّنِي جبريلُ عليه السلامُ عندَ البيتِ مرتينِ، فصلَّى الظهرَ في الأولَى منهما حينَ كان الفَيْءُ مثلَ الشراكِ)، وهي أيضاً أول صلاة صلاها النبي بالمسلمين.
وقت صلاة الظهر، ومسمياتها
- أول وقت الظهر هو ساعة الزوال ووقته، والزوال هو ميل الشمس عن كبد السماء إلى المغرب، فهذه الصلاة هي التي تجب في وقت الظهر وتُفعل في وقت الظهيرة.
قال جمهور الفقهاء أنه يُسن تأخير هذه الصلاة إلى وقت الإبراد إذا كان الجو شديد الحرارة.
أما الحنفية يستحب عندهم تأخير هذه الصلاة بدون اشتراط في فصل الصيف سواء كان الجو شديد الحرارة أو لا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (إذا اشْتَدَّ الحَرُّ فأبْرِدُوا بالصَّلاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّم).
- تُسمى الظُهر بالأولى، لأنها أول صلاة ظهرت في الإسلام، كما ذكرنا سابقًا أنها أول صلاة صلاها جبريل عليه السلام بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- تُسمى أيضًا بالهجيرة، قال أبو برزة: كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يصلي الهجيرة التي يدعونها الأولى حين تدحض الشمس أو تزول.
صلاة الظهر في السفر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن تؤتى رُخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه)، وقد أعطى الله المسلم رخصة في صلاة المسافر، وقد اتفق الفقهاء على مشروعية قصرهذه الصلاة (أي صلاتها ركعتين فقط بدل من 4 ركعات)، وأيضًا يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في حالة السفر.
كيفية صلاة الظهر
شرع الله - سبحانه وتعالى- العبادات بشكلٍ عام، والصلاة بشكلٍ خاص على عباده؛ لتطهيرهم من الذُنوب والمعاصي، والصلاة حبلُ صلةٍ للعبد بالله سبحانه وتعالى.
إن عدد ركعات هذه الصلاة هو أربع ركعات، يجلس فيها جلستين في كل مثنى جلسة للتشهد، وتُصلى مثل باقي الصلوات:
- تبدأ بالطهارة والوضوء، وستر العورة، واستقبال القبلة.
- قول الله أكبر، وقراءة سورة الفاتحة، وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم.
- ثم يركع حتى يطمئن، ويقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، ثم يرفع رأسه حتى يطمئن.
- ثم يسجد على الآراب السبعة اليدين والرجلين والركبتين والوجه، ويقول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، ثم يرفع رأسه، ويسجد مرة ثانية، ثم يرفع رأسه، وهكذا يكون قد أدى الركعة الأولى.
- يكرر الأفعال من أول قراءة سورة الفاتحة، وتكون هذه الركعة الثانية.
- ثم يكرر الركعة الثالثة والرابعة كما الأولى والثانية، ولكن بقراءة سورة الفاتحة فقط، بدون قراءة أي سورة أُخرى مما تيسر من القرآن الكريم.
- ثُمّ يجلس بعد أول ركعتين، ويتشهّد، وفي الركعة الرابعة أيضًا، ثم يُسلم عن يمينه وعن شماله.
- كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ في الركعتين الأوليين بقدر ثلاثين آية بكل ركعة.
ويُستحب القراءة فيها مثل صلاة الفجر، وهذا عند جمهور الفقهاء، أما الحنفية قالوا أن القراءة فيها مثل صلاة العصر.
- تُصلى هذه الصلاة سرًا وليس جهرًا في جميع الركعات، سواء جماعة أو منفرد.
بعض الأحكام المتعلقة بالظهر
- عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ).
لكن غير المؤكد والذي لا ينبغي تركه بحال، هو صلاة أربع ركعات قبل الظهر (بين أذان الظهر وصلاة الفرض)، وركعتين بعدها، أما صلاة أربع بعدها، فإذا صلاها عملاً بهذا الحديث، فقد أصاب السنة، ويرجى له الخير، وإن اقتصر على ركعتين كفاه ذلك.
- إن صلاة الجمعة إذا وقعت صحيحة بكامل شروطها وأركانها، فإنها تجزئ عن الظهر،
لذا من صلى الجمعة سقطت عنه الظهر، ولا يجوز إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة، فهو أمر محدث.