المحتويات
شرع الله سبحانه وتعالى للمسلم بعض الأشياء التي فيها نوع من التيسير في الأمور الدينية والدنيوية.
فقد جعل الله سبحانه وتعالى للمسافر عدة رخص، منها رخصة لطريقة الصلاة حين السفر، تخفيفًا لمشقة السفر،وتُسمى هذه الطريقة صلاة المسافر.
واستدلالًا على ذلك مِن القرآن الكريم قوله -تعالى-: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينً).
وهنا معناها أنه إذا خرجتم للسفر فلا جناح أن تقصر في بعض الصلوات.
1- ما هو السفر:
هو البعد والمفارقة عن مكان محل الإقامة، ويُقصد بالمفارقة هنا هو البعد مسافة 80 كيلومترًا عن محل إقامتك.
2- وما أنواع السفر:
- سفر الطاعة: وهو السفر للجهاد في سبيل الله، أو الهجرة، أو الحج والعمرة، أو من أجل صلة الرحم.
- السفر المباح: هو السفر من أجل التجارة، أو العلاج.
- سفر المعصية: هو السفر من أجل اتباع الشهوات، وارتكاب المعاصي والفواحش.
3- كيفية صلاة المسافر
هناك مصطلحان للصلاة في السفر وهما القصر والجمع.
فإن القصر هو سٌنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، والأخذ به أولى وأفضل من تركه، ومعناها هو قصر الصلاة الرباعية مثل: (صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة العشاء) إلى ركعتين.
لكن صلاة المغرب وصلاة الفجر لا يُقصران ابدًا.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (إني صحبت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله…)، ثم ذكر عمر وعثمان رضي الله عنهم.
أما الجمع فمعناه الجمع بين صلاتين، وهو سُنة سواء في السفر أو الحضر، والصلوات التي يمكن جمعها هي (صلاة الظهر وصلاة العصر) و (صلاة المغرب وصلاة العشاء) أو (صلاة الجمعة وصلاة العصر).
وهو نوعان:
- إذا غابت الشمس قبل السفر، فيجمع بين صلاة المغرب وصلاة العشاء جمع تقديم.
- وإذا سافر قبل أن تغيب الشمس، فإنه يؤخر صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ويجمع بينهما جمع تأخير.
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ سَارَ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ المَغْرِبَ أَخَّرَ المَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاء، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ المَغْرِبَ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ المَغْرِبَ.
4- ما هي أحكام صلاة المسافر
- المسافة التي فيها يجوز القصر والجمع لا تقل عن 80 كيلومترًا.
- إذا دخل على المسافر وقت الصلاة في الحضر قبل السفر، فيجب عليه أن يصلي هذه الصلاة تامة.
- هل يشترط نية القصر عند كل صلاة: عند الحنفية (يكفي فقط نية السفر، فتجعل نية فرض صلاة المسافر ركعتان)، وعند المالكية (يكفي فقط نية القصر في أول صلاة يقصرها المسافر فقط)، وقيل في أقوال أخرى (لابد من نية القصر قبل كل صلاة).
- يُسن الجمع والقصر في عرفة ومزدلفة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقصر ويجمع بين صلاة الظهر وصلاة العصر تقديمًا في عرفة، ويقصر ويجمع بين صلاة المغرب وصلاة العشاء في مزدلفة.
- من المستحب للمسافرين الصلاة في جماعة، فيمكن أن يصلوا في الطائرة أو السفينة أو ما شبه ذلك، على أن يستحضر المصلي القبلة ويقيم الصلاة.
- يجوز للمسافر أن يصلي خلف المقيم، سواء اختلفت النية، أو اختلفت هيئة الصلاة، وإذا صلى المقيم خلف المسافر فالسنة أن يقصر المسافر ويتم المقيم صلاته بعد سلام الإمام، وهناك قول آخر إذا ائتم المسافر بمقيم، فيلزمه الإتمام، لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إنما جعل الإمام ليؤتم به).
- يجوز ترك السنن الرواتب في السفر، ما عدا النوافل المطلقة مثل التهجد والوتر وسُنة الفجر فهم صلوات مشروعة في الحضر والسفر.
- من نوى أن يقيم أكثر من 4 أيام في البلد التي سافر إليها، فلا تنطبق عليه أحكام السفر، ويجب عليه إتمام الصلاة.