المحتويات
في البداية يجب أن نعرف ما هو الخسوف، يحدث خسوف القمر عندما تتحرك الأرض وتكون بين الشمس والقمر، فتحجب أشعة الشمس عن القمر.
وتحدث هذه الظاهرة ( خسوف القمر الكلي) في الأغلب مرة كل 3 أعوام، وعندما تكون الشمس والأرض والقمر على خط واحد، ولا يمكن أن تحدث إلا في ليلة اكتمال القمر (أي منتصف الشهر العربي).
يقال في بعض الأقوال الشعبية عن خسوف القمر أنه " أقمار الدم" أو " القمر الدموي".
وبما أنها ظاهرة كونية فريدة، لا تحدث كثيرًا، فقد شرع الله للمسلم أن يصلي في مثل هذه الأوقات، وذلك إجلالًا وتقديرًا لقدرة الله سبحانه وتعالى وتُسمى هذه الصلاة صلاة الخسوف.
هناك نوعان من خسوف القمر
- الخسوف الجزئي: عندما يختفي جزء من القمر في ظل الأرض.
- الخسوف الكلي: عندما يدخل سطح القمر كاملًا في ظل الأرض.
وهناك فرق بين كسوف الشمس وخسوف القمر:
- يحدث الخسوف مرة كل 3 أعوام، أما الكسوف فيحدث مرة كل 360 عام.
- ويستمر الخسوف لفترة تصل إلى 6 ساعات أما الكسوف يستمر لعدة دقائق فقط.
- أما بالنسبة لصلاة الكسوف والخسوف، فإنهما متشابهان لدرجة كبيرة، لكن يوجد فرق في الجهر بالقراءة، فإن في الخسوف تكون القراءة فيها جهرًا وليس سرًا لأنها صلاة ليلية تُصلى مثل باقي الصلوات الليلية، على عكس صلاة الكسوف، فهو يحدث نهارًا فتكون مثل الصلاة النهارية سرًا.
حكم صلاة الخسوف
هي الصلاة التي تؤدى بكيفية مخصوصة عند ذهاب القمر كليًا أو جزئيًا.
- عند الشافعية والحنابلة، قالوا أنها سُنة مؤكدة.
- وقال الحنفية بأنّها حسنةٌ.
- أمّا المالكية فقالوا بأنّها مندوبةٌ للمكلف.
يبدأ وقت الصلاة من وقت حصولها إلى انتهائها، ويوجد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُستدلّ على أنّ وقت الصلاة يستمر إلى انجلاء الخسوف، فقد صلّى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالناس حتى ذهب.
فضل صلاة الخسوف
- فقد ذكر الله تعالى هذه الصلاة في قوله تعالى: (لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ)، والمقصود هنا صلاة خسوف القمر وصلاة كسوف الشمس.
- هي ايضًا اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- فقد كان رسول الله يفزع إلى الصلاة عند حدوث هذه الآية العظيمة.
- التضرع والخشوع إلى الله سبحانه وتعالى، لأن الصلاة تنقي القلوب وتطهر النفوس وتقربنا إلى الله.
- إنها تذكير للعباد بقدرة الله وعظمته في مثل هذه الظواهر الكونية.
- الدعاء والاستغفار والتكبير عند الخسوف يزيد من الحسنات وبهما يغفر الله الذنوب.
- إذا قامت القيامة خسف القمر، وكسفت الشمس، وحدوث مثل هذه الظواهر فهي آيات من الله عز وجل للتذكير بيوم القيامة وبالتالي يبدأ الناس بالتوبة والرجوع إلى الله، فيستحب الإكثار من القيام بالأعمال الصالحة والتكبير والصدقات.
كيفية صلاة الخسوف
- فهي من النوافل، وتُصلى كما يمكن أن تصلى النوافل، لذا فهي ركعتان عاديتان بلا تطويل في القراءة ولا زيادة في الركوع أو القيام.
ولا أذان لها، لأن الأذان للصلوات المفروضة فقط، وتُصلى في جماعة أو فرادى (والأفضل أن تكون في جماعة).
- هناك قول آخر أن هناك تطويل في القراءة، وزيادة في الركوع.
- وكان يقرأ في القيام الأول سورة البقرة، وفي القيام الثاني يقرأ سورة آل عمران، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة النساء في قيامها الأول، وفي قيامها الثاني يقرأ سورة المائدة، ويطيل التسبيح في الركوع والسجود.
الخطبة
إن ظاهرتي الكسوف والخسوف هما آيتان من آيات الله،وهما من أساليب تخويف الله سبحانه وتعالى حتى يسارعون إلى التوبة والمناجاة، عن طريق الذكر والصلاة.
وفي هذه الصلاة يوجد خطبتان بعدها مثل خطبتي العيد، ولكن يندب إبدال التكبير بالاستغفار، ويجلس في أول كل خطبة، يتوكأ على عصا، ويخطب على الأرض لا على المنبر إظهاراً للتواضع (تكره الخطبة على المنبر)، ويعظ الناس فيهما ويخوفهم ببيان أن سبب الجدب المعاصي، ويأمرهم بالتوبة والإنابة والصدقة والبر والمعروف. لما روى أبو هريرة رضي اللَّه عنه قال: (خرج النبي صلى اللَّه عليه وسلم يوماً يستسقي فصلى ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا).