المحتويات
السجود هو عبادة تؤدى لله وحده، ولا يمكن أن تؤدى لباقي المخلوقات، لأن السجود خاص بالله سبحانه وتعالى، وهو أكثر محل يكون فيه المسلم قريب من ربه.
وهو عبادة عظيمة، يكون فيها المسلم في أشد حالات العبودية، كما أيضًا أن جميع من في السماوات والأرض يسجدون لله تعالى، قال تعالى:(وَلِلَّـهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ).
والسجود هو سبب من أسباب استجابة الدعاء، ومن أسباب رحمة الله تعالى بعباده، ويبعث في نفس المؤمنين الطمأنينة والسكينة وهدوء القلب وانفراج الهموم، فما هي أنواع السجود؟
ما هي أنواع السجود
هناك سجدات ليست من صلب الصلاة، وهي متعددة في الإسلام ومنها:
- سجود السهو
السهو في الشيء هو ترك هذا الشيء بدون علم أو بدون أن يتذكر، فإذا نسى المسلم في الصلاة، أو شعر أنه أحدث خللًا في صلاته، أي أن المصلي شك في صلاته سواء بزيادة ركعة أو نقصانها، فعليه أن يسجد سجود السهو.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى ثلاثاً، أم أربعاً، فلْيطْرح الشك، وليَبْن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسلِّم، فإن كان صلى خمساً شفَعْن له صلاته، وإن كان صلى إتماماً لأربع كانتا ترغيماً للشيطان».
- سجود التلاوة
هو السجود الذي يسجدُه المسلم عند مروره على آية تحتوي على السجدة خلال تلاوته للقرآن الكريم، وهو سجدة واحدة فقط، وقد وردت في القرآن الكريم خمس عشرة سجدةً في عددٍ من السور، وهي: الأعراف، والرّعد، والنّحل، والإسراء، ومريم، والحجّ، والفرقان، والنّمل، والسّجدة، وص، وفصّلت، والنّجم، والانشقاق، والعلق.
- سجود الشكر
وهو السجود الذي يؤديه العبد عندما يغمره الله بنعمة ما، أو عندما يبعد ويكف عنه أذى أو شر، حينها يسجد المسلم سجدة الشكر، وبها يضاعف الله له أجره، ويزيده من نعمه.
أحكام أنواع السجود
- سجود السهو:
قال بعضهم: إن سجود السهو لا تجب له نية، وذلك لأنه قد جيء به لجبر نقص واجب من صلاته، الشافعية قالوا: سجود السهو هو أن يأتي المصلي بسجدتين كسجود الصلاة قبل السلام، وبعد التشهد، المالكية قالوا: سجود السهو سجدتان يتشهد بعدهما، الحنفية قالوا: سجود السهو واجب، يأثم المصلي بتركه، ولا تبطل صلاته، وهو بعد السلام، الحنابلة قالوا: سجود السهو قد يكون واجباً، أويكون مسنوناً، أو مباحاً وذلك لاختلاف سببه
- سجود التلاوة:
قال ابن عمر رضي الله عنهما: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن فيقرأ السورة فيها سجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد بعضنا موضعاً لمكان جبهته).
اتفق العلماء على مشروعية سجود التلاوة، لكن اختلفوا على صفتها هل هي واجبة أم سُنة، فقال الشافعية والحنابلة أنه سُنة مؤكدة عن رسول الله وليست واجبة لأنه تركها ذات مرة.
واختلف المالكية في أنها سُنة مؤكدة أو غير مؤكدة، لكن رأى الحنفية أنها واجبة وذلك لحديث (السجدة على من سمعها).
واتفق الفقهاء أنها يجب أن تكون على طهارة لأنها كالصلاة، المالكية قالوا: تعريف سجود التلاوة هو أن يسجد سجدة واحدة بلا تكبيرة إحرام وبلا سلام، أما الحنابلة قالوا: هو أن يسجد بدون تكبيرة إحرام، بل بتكبيرتين: إحداهما عند وضع جبهته على الأرض، والثانية عند رفعها، الحنفية قالوا: هو أن يسجد الإنسان سجدة واحدة بين تكبيرتين، إحداهما: عند وضع بجهته على الأرض للسجود، والثانية عند رفع جبهته، ولا يقرأ فيها.
قال الشافعية أن لسجود التلاوة نوعان، إما في الصلاة أو في غير الصلاة، فإذا كان المسلم في صلاته عند قراءة آية فيها سجدة التلاوة، فينوي السجود بالقلب فقط بدون التلفظ به.
أما إذا كان في غير الصلاة، فمن المستحب التلفظ بالنية للسجود، ثم تكبير الإحرام ويسجدة سجدة واحدة، ثم يجلس ويسلم بدون تشهد.
- سجود الشكر:
هي سجدة واحدة كسجود التلاوة عند تجدد نعمة أو اندفاع نقمة، وهي مستحبة، قال الشافعية والحنابلة أنها سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشهور عند مذهب المالكية أن هذا السجود مكروه، لأنه لا عبرة بها، ومن يفعلها لا يُثاب عليها، لذا يرون أن تركها أولى، والحنفية قالوا: سجدة الشكر مستحبة.