المحتويات
إن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد: بصلاته. فإن صلحت؛ فقد أفلح وأنجح. وإن فسدت؛ فقد خاب وخسر.
لذا يحرص الإنسان المسلم المؤمن على التقرب إلى الله، سواء بتنفيذ التعاليم الدينية أو بالعبادات، ومن العبادات التي فرضها الله على المسلم هي الصلاة، فقد فرض الله سبحانه وتعالى خمس صلوات باليوم.
لأن الصلاة تنقي الروح وتطهر النفوس وتبعث الطمأنينة والسكينة في قلوب المؤمنين.
هناك صلوات أخرى غير الصلوات المفروضة تُسمى صلاة التطوع، وهي الصلوات الزائدة على الفروض الخمسة، وعلى الرغم أنها زائدة، فإنها ضرورية ومهمة للتقرب إلى الله أكثر ولتجعل صلاتك كاملة وتامة.
قال تعالى: {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ}، وهذا يدل على ثواب هذه الصلوات العظيم.
أنواع صلاة التطوع
- التطوع المقيد: وهو الذي حُدد له الوقت الذي يقام فيه والحالة التي قُيد بها مثل الصلوات التابعة للصلاة المفروضة (هي النوافل التي قبلها أو بعدها)، أو غير التابعة للصلاة المفروضة، ومقيدة بالحالة التي عليها المسلم كصلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف، وصلاة الخسوف، وصلاة تحية المسجد.
- التطوع المطلق: هي الصلاة التي لا حدود لها، وهي مشروعة في كل الأوقات ما عدا أوقات النهي، ويُفضل في الليل أكثر من النهار، وخاصةً في الثلث الأخير منه.
فيُصلي المسلم ركعتين ركعتين كما يشاء من عدد الركعات.
حكم صلاة التطوع
- فهي سُنة مؤكدة، لا يُعاقب تاركها، لكن يُثاب فاعلها، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ».
- ويُكره التطوع في الحالة الآتية كما قال الحنفية: يُكره التطوع عند إقامة الصلاة المفروضة إلا سُنة الفجر، إن لم يخف فوات صلاة جماعة الفرض، وقال الشافعية: يُكره افتتاح نافلة بعد إقامة الصلاة سواء كانت من السنن الرواتب أو غيرها.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على صلاة شيئًا من صلاة النوافل في البيت، حتى لا تصبح البيوت كالمقابر كما قال.
فضل التطوع
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم، هو الصلاة". قال: " يقول ربنا جل وعز لملائكته - وهو أعلم -: انظروا في صلاة عبدي؛ أتمها أم نقصها؟، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم"، لذا فإن هذا الحديث يدل على أهمية صلاة النوافل والتطوع، وكيف تؤثر على الصلوات المفروضة وتجعلها تامة وصحيحة ومقبولة عند الله سبحانه وتعالى.
- إن كثرة التطوع في الصلاة يجعلك تشعر بالطمأنينة والسكينة، ويزيد من أجرك وثوابك عند الله، وترفع درجاتك يوم القيامة، وبها يغفر لك ذنوبك، ويحط عن سيئاتك، وينهيك عن فعل المنكر.
- فهي تجلب البركة، وتجلب محبة الله سبحانه وتعالى لعبده، فهي من أفضل الأعمال بعد الجهاد.
مسائل متعلقة بصلاة التطوع
- إن المداومة على التطوع أفضل حتى وإن قلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس! عليكم من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل".
- إن التطوع في السفر مستحب، على الرغم كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي في السفر إلا الفروض لكن كان يداوم على الوتر وسنة الفجر في الحضر والسفر.
- لا يجوز وصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج، لذا كما هو الحال في التطوع ألا نوصل الصلوات.
- يمكن أن نصلي التطوع في جماعة، بشرط ألا نتخذها عادة، والأفضل في البيت، ذلك من أجل المرأة التي يخفى عليها هذه التفاصيل.
- يمكن قضاء السنن الراتبة مثل الفرائض إذا فاتتك.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصلاة طول القنوت"، فإن إطالة القراءة مستحبة في التطوع.
- ويجب أن يكون التطوع خالصًا لوجه الله تعالى، ولا يكون مخالفًا لسُنة النبي صلى الله عليه وسلم.