المحتويات
تٌعد صلاة الضحى هي إحدى الوصايا النبوية، وهي سُنة نبوية مؤكدة، التي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبابه بضرورة اغتنام فضلها نظرًا لعظمة ثوابها، كما روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاث أيامٍ من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد"، وهذا الحديث يشير إلى أهميتها وفضلها العظيم.
هل تعرف وقت صلاة الضحى الصحيح؟
تبدأ الضحى من وقت ارتفاع الشمس بقدر رمحٍ، وتنتهي قبل زوالها، ولكن الأفضل أداؤها إذا اشتد حر الشمس وعلت أي بعد ربع النهار وهو قبل صلاة الظهر بنصف ساعة، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «صلاة الأوّابين حين ترمض الفصال»، والمقصود به هنا هو وقت شدة الحر.
أقلها ركعتان وأكثرها لا حد له، عن أم هانئ فاختةَ بنت أبي طالب رضي اللَّه عنها، قالت: "ذهبتُ إِلى رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسلُ، فلما فرغ من غسله، صَلى ثمانيَ ركعاتٍ، وذلك ضُحى" (متفق عليه).
يجوز صلاتها في جماعة، ولكن لا يجوز أن تداوم على ذلك، وإذا فاتك وقت صلاتها لا يجب عليك قضاؤها، لأن لها وقتها وإذا فات ليس لها قضاء، ولكن من الممكن إذا فاتتك الصلاة أن تأتي بالتسبيح والتكبير والأذكار.
ما هو فضل صلاة الضحى؟
هي من صلوات النوافل، لكن لها فضل عظيم، لأن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في سورة الضحى في قوله تعالى "والضحى والليل إذا سجى"، ولا يقسم رب العزة بشئ إلا لعظمته وفضله، عددها ركعتان والزيادة عن ركعتين جائزة.
ومن فضلها وعظمتها:
- أن الله يبني قصرا في الجنة لمن صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة، روي حديث عن الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلَّم- قال: «من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة»
- فهي تسد 360 صدقة عن جميع مفاصل الجسد، فقد روى عن بريدة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، عليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة»
- في صلاة الضحى، تُعد كل تسبيحة وكل تحميدة وكل تهليلة وكل تكبيرة بقيمة صدقة، وذلك عن حديث أبي ذر رضي الله عنه، لذا فهي صلاة مليئة بالصدقات، وما أعظم فضل الصدقات عند الله عز وجل، لذا فمن يصليها ينال أجر الصدقة.
ومسمياتها
- لها أكثر من مُسمى مثل: صلاة الشروق، إن صٌليت بعد شروق الشمس بعد ارتفاعها قدر رمحٍ، وسميت أيضًا صلاة الإشراق.
- وهي كذلك تُسمى صلاة الأوابين، فقد روى زيد بن أرقم قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلُّون الضحى، فقال: «صلاة الأوَّابين حين ترمض الفصال»، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب. قال: وهي صلاة الأوابين".
أدعية
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء".
ليس للضحى دعاء محدد، ولكن يمكن أن تدعو وتضرع وترفع يديك إلى الله سبحانه وتعالى طالبًا منه المغفرة وشاكرًا على جميع نعمه التي أنعم الله بها عليك، فيستجيب الله للدعاء في الصلوات وبين الأذان والإقامة، ومن هذه الأدعية التي يمكن الإتيان بها:
- "اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي".
- اللهم باعد بينّي وبين خطاياي كما باعدّت بين المشرّق والمغرّب،اللهم نقنّي من خطاياي كما ينقّى الثوب الأبيّض من الدنس، اللهّم إغسلنّي من خطاياي بالماء والثلج والبرد.