المحتويات
الموت في الإسلام هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة، وهو خروج الروح من الجسد بواسطة ملك من الملائكة هو ملك الموت.
وهو حالة توقف نهائياً عن النمو والنشاطات الوظيفية الحيوية مثل التنفس والأكل والشرب والتفكير والحركة، وموت الشخص هو إبتلاء لأهله وأحبابه، فكيف يشعر الوالدين بموت طفلهم؟
قال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: (إِذَا ماتَ ولدُ العَبْدِ، قالَ اللهُ لمَلائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: قَبَضْتُم ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: مَاْذَا قالَ عَبْدِيْ؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فَيَقُولُ اللهُ: ابْنُوا لِعَبْدِيْ بَيْتًا فِيْ الجَنَّةِ , وَسَمُّوهُ بيتَ الحَمْدِ).
لقد شرع الإسلام صلاة الميت عندما تتوقف هذه الوظائف الحيوية في جسم الإنسان عن العمل، وتفارق الروح جسدها، ولكن كيف تكون الصلاة على المولود؟
ما حكم الصلاة على المولود
- من المستحب هذه الصلاة على الطفل إذا وُلد حيًا ثم يموت، سواء استهل أو لم يستهل، ولكن الصلاة عليه ليست فرضًا ما لم يبلغ، والصلاة عليه فعل خير لم يأت عنه نهى.
واستهلال الصبي هو: أن يرفع صوته بالبكاء عند الولادة، أو أن يوجد منه ما يدل على حياته بعد خروج أكثره.
روى عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت (ماتَ إبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وهذا صحيح ولكن ترك الصلاة هنا ليس نهي عنها.
- قال مالك وابن حبيب: لا يصلى على المولود ولا يغسل ولا يحنط ولا يرث ولا يورث ولا يسمى حتى يستهل صارخًا بالصوت، وإلا فهو كالسقط.
- يصلى على المولود أو السقط عند الحنابلة إذا ولد لأكثر من أربعة أشهر، ويغسل أيضاً، والسقط هو: الولد الذي تضعه المرأة ميتاً، أو لغير تمام، فأما إن خرج حياً واستهل فإنه يغسل ويصلى عليه بغير خلاف.
استدلوا بقول النبي صلّى الله عليه وسلم: «والسقط يصلى عليه، ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة».
- قال المالكية: يكره غُسل المولود والصلاة عليه إن لم يستهل صارخاً، ولو تحرك.
- اختلف العلماء في مكان دفن السقط، منهم من أجاز دفنه في الدور، ومنهم من كره دفن السقط في الدور وقال أن دفنه في المقابر أفضل، ولا بأس أن يغسل عنه الدم، لا كغسل الميت، ويلف في خرقة.
- قال بعض العلماء إذا ارتد الغلام قبل البلوغ إلى أي دين، لم يُصل عليه.
- ولا يصلى على يد أو رجل أو رأس، ولا على الرأس مع الرجلين، ولكن إذا وُجد أكثر البدن فيجوز الصلاة عليه في هذه الحالة.
- وفي الصلاة، من فاته بعض التكبير انتظر حتى يكبر الإمام فيكبر معه، وكل تكبيرة هنا بمثابة ركعة من الصلاة، فكما كان في الصلاة لا يقضي ما فاته إلا بعد سلام الإمام، فكذلك في صلاة الجنازة لا يقضي إلا بعد سلام الإمام.
- إذا ماتت إمرأة وفي رحمها جنين يتحرك تجاوز ستة أشهر، فيُشق بطنها ويخرج الولد، ومن تركه عمدًا حتى يموت في رحمها فعليه أثم القتل العمد، وإذا خرج الطفل وكان قد توفى فيجوزدفنه مع أمه.
كيفية الصلاة على المولود
اتفق العلماء على أن المولود المتوفى يُغسل ويُصلى عليه، وصلاة الجنازة على الطفل تأخذ نفس أحكام صلاة الميت على الكبير، وهي على النحو التالي:
- يقف الإمام إذا كان طفلاً ذكراً عند رأسه، وعند وسطها إذا كانت فتاة.
- يكبر الإمام أربع تكبيرات.
- يقرأ الإمام في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الأولى سورة الفاتحة، ويصلي على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد التكبيرة الثانية كما في الصلاة الإبراهيمية.
- ثم يُكبر التكبيرة الثالثة ويدعو للميت، وفي التكبيرة الرابعة يدعو لنفسه وللمسلمين ثم يسلم.
أهم ما يميز هذه الصلاة أنها لا ركوع فيها ولا سجود.
حكم الدعاء في الصلاة على المولود
اختلفت الاقوال في الدعاء للطفل المتوفي الذي بلا ذنب:
- كان أبو هريرة يصلي على المنفوس الذي لم يعمل خطيئة قط فيقول: (اللهم أعذه من عذاب القبر).
- والرأي الآخر أنه إذا صُلِّي على الطفل فإنه لا يُدعَى له بالمغفرة، فلا يقال: اللهم اغفر له، وذلك لأنه لم يكتب عليه ذنب، بل يُدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة.