المحتويات
تُعد صلاة الوتر هي سُنة مؤكدة على أرجح الأقوال، وينبغي أن يحافظ عليها المسلم، ولكن هذا يُعني أنه لا يأثم تاركها لكن من المكروه تركها.
الدليل على ذلك حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما فرض عليه في اليوم والليلة "قال خمس صلوات، فقال هل علي غيرها؟، قال لا، إلا أن تطوع شيئًا".
سُميت بذلك الاسم لأنها تُصلى وترًا، أي عددًا فرديًا، مثل ركعة واحدة، أو ثلاثًا، أو أكثر من ذلك.
وقت صلاة الوتر
- تُصلى الوتر في الليل، والأفضل آخر الليل، لكن جائز لمن شاء يصلي أول الليل لمن خاف أن يغلبه النوم، ويمكن أن تصلي قبلها شفعًا، فهي تبدأ بعد صلاة العشاء وتنتهي قبل أذان صلاة الفجر، ولكن إذا أذن المؤذن وأنت تصلي في الركعة الأخيرة، فيجب أن تكمل الصلاة لعدم اليقين بطلوع الفجر بمجرد الأذان ولا حرج في ذلك.
- دليل وقت الوتر هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، قلنا: يارسول الله، ماهي؟ قال: الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر" رواه الإمام أحمد، وأبو داود والترمذي.
- قالت السيدة عائشة رضي الله عنها "من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر"، أي أن أفضل وقت للوتر هو وقت السحور.
كيفية صلاة الوتر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الوتر ركعة من آخر الليل"، وعليه فإن أقل الوتر ركعة واحدة، أو أكثر من ذلك ليكون عددًا فرديًا.
وأكثر الوتر ثلاث عشرة ركعة طبقًا لحديث أم سلمة رضي الله عنها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة"، وأدنى الكمال للوتر ثلاث ركعات بسلامين (أن تصلي ركعتين ويسلم، ثم تأتي بالثالثة وتُسلم)، ويجوز صلاتها بسلام واحد بدون تشهد بينهما، والحكمة من ذلك أن لا تشبه صلاة المغرب، لأن الإيثار كصلاة المغرب منهي عنه، لأن النوافل لا ينبغي أن تشبه الفرائض.
ولها صفتان، هما صفة الوصل والفصل:
الوصل: هو أن تصلي أكثر من ركعة متصلة، لا يفصل بينهما بسلام.
الفصل: أن تفصل وتسلم من كل ركعتين، على سبيل المثال إذا نويت أن تصلي خمس ركعات، فيجب أن تصلي اثنين ثم تُسلم ثم اثنين آخرين وتُسلم ثم واحدة وتُسلم.
أما عن السور التي كان يقرأها النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر، فإنه قيل عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسورة الأعلى وسورة الكافرون وسورة الإخلاص.
لذا من المستحب الإتيان بهذه السور لأنها سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن أيضًا يمكن قراءة سور أخرى من باب التمييز عن الواجب.
نعم، ولكن في رمضان فقط بعد صلاة التراويح، لعدم وجود دليل على صحة صلاتها في جماعة بصفة مستديمة في غير رمضان، لكنه أحيانًا تكون جائزة صلاتها في جماعة.
أدعية صلاة الوتر
يستحب دعاء القنوت في الوتر، ولكن لا حرج عليك إذا تركته أو فعلته أحيانًا ولم تفعله أحيانًا أخرى سواء في رمضان أو غيره، فهو من السنن المتنوعة، تفعله قبل الركوع أو بعده.
يجوز أيضًا رفع اليدين أثناء الدعاء في الوتر وهو سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز زيادة الدعاء من جوامع الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر وهو دعاء القنوت (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ).