المحتويات
الكسوف هو ذهاب ضوء الشمس أو القمر سواء كليًا أو جزئيًا، لذا فهي ظاهرة كونية عظيمة وآية من آيات الله عز وجل، فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة حينما تحدث هذه الظاهرة.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة».
وثبت عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله -صلَّ الله عليه وسلم- قال: (فإذا رَأَيْتُمْ شيئًا مِن ذلكَ، فافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ ودُعائِهِ واسْتِغْفارِهِ).
وهنا في هذه المقالة سنتعرف على صلاة الكسوف وكيفية صلاتها، وقتها وحكمها.
حكم صلاة الكسوف
- إن هذه الصلاة هي سًُنة مؤكدة عن سول الله صلى الله عليه وسلم، ورد عن زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا».
وأيضًا أمر الرسول التعوذ من عذاب القبر عند الكسوف، طبقًا لحديث أسماء رضي الله عنها قالت: ((لقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعتاقة في كسوف الشمس))، وحديث عائشة رضي الله عنها وفيه: ((ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر)).
- أما بالنسبة لصلاة النساء، فيجوز للنساء الصلاة خلف الرجال، عن عائشة وأسماء رضي الله عنهما صلَّتا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف، فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت: ((أتيت عائشة رضي الله عنها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - – حين خسفت الشمس – فإذا الناس قيام يصلون، وإذا هي قائمة تصلي، فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء، وقالت: سبحان الله، فقلتُ: آية؟ فأشارت أي نعم، قالت: فقمت حتى تجلاني الغَشْيُ.
- أما في السفر، فهي جائز صلاتها في السفر؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا)).
- إذا اجتمع الكسوف مع صلاة من الصلوات المفروضة، مثل الجمعة أو العيد، فتقدم الفريضة قبل هذه الصلاة.
- وتستحب الصلاة في كل فزع مثل الزلزال والريح الشديدة والظلمة والمطر الشديد، قد روي: أن ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - صلى لزلزلة بِالبصرة.
صلاة الكسوف كم ركعة
أولا السُنة في هذه الصلاة أن تكون في جماعة في المسجد، لأنه كلما كثر العدد، كان أقرب في الإجابة، ولا حرج في أن تُصلى فرادى، لقوله عليه الصلاة والسلام: «صلوا وادعوا».
ثانيًا، هي ركعتان، تبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام، ثم دعاء الاستفتاح ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويقول بسم الله الرحمن الرحيم.
ثالثًا يقرأ الفاتحة وسورة طويلة (جهرًا)، ثم يكبر ويركع ركوع طويل فيه دعاء الركوع، يرفع ويقول سمع الله لمن حمده، ويقول بعد أن يعتدل: ربنا ولك الحمد، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة دون السورة الأولى بحيث يتميَّز القيام الأول عن القيام الثاني.
ثم يكبر ويركع ركوعًا طويلاً دون الركوع الأول بحيث يتميز الركوع الأول عن الركوع الثاني، ويرفع ويقول: سمع الله لمن حمده، ويقول بعد أن يعتدل: ربنا ولك الحمد، والصواب إطالة هذا الاعتدال بقدر الركوع، يكبر ويسجد سجودًا طويلاً بقدر الركوع ويكبر ويرفع فيجلس بين السجدتين والصواب إطالة هذا الجلوس بقدر السجود، ويكبر ويسجد سجودًا طويلاً وهو دون السجود الأول
ثم يكبر ويقوم للركعة الثانية فيصليها مثل الركعة الأولى: بقراءتين، وركوعين، وسجودين إلا أن كل قراءة وقيام وسجود أول أطول من الذي بعده، ثم يجلس للتشهد والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ينصرف بالتسليمتين.
الفرق بين صلاة الخسوف والكسوف
على الرغم أن ظاهرتي الكسوف والخسوف متشابهان من حيث الحدوث وحكمها وطريقة الصلاة، فإن هناك فرق وحيد وهو أن في السُنة على الإمام ألا يجهر بالقراءة في كسوف الشمس كالصلاة النهارية، ويجهر بها في خسوف القمر كالصلاة الليلية.
عن عائشة - رضي اللَّهُ عنها - قالت: إِن النبي صلى اللَّه عليه وسلم جهر في صلاة الخسوف، وروى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: " إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الكسوف، فلم نسمع له صوتًا".