المحتويات
إن الإسلام دين يسر، وليس دين عسر، وذلك في قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
قد خفف الله سبحانه وتعالى على أهل الأعذار مثل المريض بعض الأمور في الصلاة تيسيرًا له، ورفع الحرج عنه، ولا يجوز منع صلاة المريض نهائيًا، إلا إذا فقد وعيه، فالصلاة واجبة على كل مسلم، ولا تسقط بالمرض ولكن تُخفف على حسب حالة كل مريض بما يتناسب مع ظروفه.
وقال الله سبحانه وتعالى (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ).
كيفية صلاة المريض
أولا بالنسبة للطهارة أو الوضوء، فإنه يجب عليه الطهارة والوضوء قبل الصلاة، وذلك على قدر استطاعته، فإن لم يستطع فيغسل ما يستطيع من الأعضاء ويتيمم لباقي الأعضاء، فإن لم يستطع فيتيمم، فإن لم يستطع فيصلي على حاله.
ثانيًا بالنسبة للصلاة:
- من المفروض أن يصليها جماعة في المسجد، فإن لم يستطع فيصلي جماعة في المنزل، فإن لم يستطع فليصل منفرد.
- مباح للمريض الجمع مثل صلاة المسافر، فيمكنه جمع صلاة الظهر وصلاة العصر، أو صلاة المغرب وصلاة العشاء، سواء جمع تقديم أو جمع تأخير.
- يلزم على المريض استقبال القبلة، فإن لم يستطع يصل على حالته.
- على المريض أن يصلي قائمًا أو منحنيا أو مستخدمًا للعكاز، فإن لم يستطع صلى جالسًا، فإن لم يستطع صلى على جنب، فإن لم يستطع فمستلقيًا.
ويجب على المريض القيام في الصلاة، ولكن إذا بدأ المريض الصلاة جالسًا وهو قادر على القيام فعليه أن يقوم ويتم صلاته، وإذا صلى على جنب ثم قدر على الجلوس فعليه أن ينتقل إلى الجلوس، والعكس صحيح، فإن بدأ صلاته بالقيام وشعر بالتعب فيمكنه أن يتم صلاته جالسًا، وإن بدأ صلاته جالسًا ولم يستطيع أن يتمها وهو جالسًا فيمكنه أن يكمل صلاته مستلقيًا.
حكم صلاة المريض
- لا تسقط عنه الصلاة، إلا إذا فقد وعيه، ويجب عليه قضاؤها حين يفيق، وهناك رأي أخر بعدم وجوب قضاء ما فاته أثناء فقدان وعيه.
- المرض الذي يجوز فيه التخفيف في الصلاة، هو المرض الذي منع الطبيب فيه المريض من القيام لما فيه من ضرر على حالته الصحية، سواء أن القيام يبطيء من عملية شفاءه أو يزيد من حالته سوءًا، أو يسبب له ألمًا عند القيام والقعود والسجود، مثل الأمراض المرتبطة بالدوار وألم المفاصل وأمراض الأذن الوسطى، وأمراض العينين.
- إن قدر المريض على القيام والقعود ولكن لا يستطيع أن يركع ويسجد، فعليه أن يركع ويسجد برأسه، ويجعل ركوعه أخفض من جلوسه، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.
- فإن لم يستطع الجلوس فيستلقي ويجعل قدميه إلى القبلة، ويومئ بالركوع والسجود، والإيماء هو الانحناء أو تحريك العينين لمن لا يستطيع الانحناء.
وعن عمران بن الحصين -رضيَ الله عنه- قال:(كَانَتْ بي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَقالَ: صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ).
- يجوز جمع الصلاة للمريض جمع تقديم أو جمع تأخير بين صلاة الظهر والعصر أو صلاة المغرب والعشاء.
- ومع كل هذه الرخص التي شرعها الله للمسلم المريض في أمور الصلاة، فإن صلاته في كل هذه الأحوال صلاة صحيحة تامة.
- يسقط عن المريض طهارة البدن والثياب، فإن عجز عن تطهيرها، فلا مانع في صلاته وتكون صلاة صحيحة.
أدعية للمريض
إن الدعاء عبادة، فإما أن ينال الداعي مُراده أو يُعوض عنه بجلب نفع أو دفع ضرر، أما المريض المسلم يجب عليه أن يصبر على بلاء وشقاء المرض، ويرضى بما قسمه الله سبحانه وتعالى له ولكن عليه أن يسأل الله العافية سواء بالدعاء أو بالرقية الشرعية، ومن هذه الأدعية:
- إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، اللهم إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.
- قراءة آية الكرسي، وهي الآية 255 من سورة البقرة، فقراءتها ترفع البلاء وتفك الكرب والهم، فهي تعادل ثُلث القرآن، فهي تدفع الأذى وتحفظ من يقرأها من العين والسحر.