المحتويات
شرع الله سبحانه وتعالى لعباده قيام الليل لما فيه من الخير في الدنيا والآخرة، وهو لا يشمل فقط صلاة قيام الليل، لكنه يشمل عبادات أخرى مثل قراءة القرآن والأذكار.
وهو من العبادات الخالصة لوجه الله تعالى، التي يكون فيها الإخلاص لله، لما فيها من خشية ورهبة، ولما فيه من المشقة بترك النوم، قال الله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً).
وأيضًا هو من أفضل الأوقات لمراجعة حفظ القرآن وتثبيت حفظه، لأنه يكون في الليل الذي يتميز بالسكون والطمأنينة، فيساعدك في التقرب إلى الله.
كم عدد ركعات صلاة القيام
لا يوجد عدد ركعات محدد لقيام الليل، لكن تكون صلاة الليل مثنى مثنى بنص السنة الصحيحة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)).
ولا تزيد عن إحدى عشرة ركعة، إذ ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: (ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، كان يصلي أربعاً لا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يوتر بثلاث).
كيفية صلاة القيام في رمضان
إن شهر رمضان من الشهور المباركة، التي تتضاعف فيها الحسنات، لذا يقوم العبد بالكثير من الطاعات والأذكار، والقيام هو واحدة من أعظم هذه العبادات، يضاعف بها المؤمن حسناته.
ويمكن أن يكون قيام الليل في جماعة المسجد، أو في البيت منفردًا، وفي هذه الحالة يجوز التطويل في الصلاة حسب الاستطاعة، أما الصلاة في جماعة يستحب فيها التخفيف.
قيام الليل له فضل عظيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ)، وقال الله تعالى في كتابه العزيز {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}.
فكما ذكرنا سابقًا أنها تُصلى مثنى مثنى، ولا تزيد عن إحدى عشرة ركعة، ويمكن التطويل في القيام وفي قراءة السور كما تشاء.
حكم صلاة القيام
إن قيام الليل يبدأ وقته من بعد صلاة العشاء، ويستمر إلى طلوع الفجر الثاني.
وكان قيام الليل في جماعة يستحب أن يصلي مع الإمام حتى ينصرف:
(حديث أبي ذر الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام ُ ليلة).
تكون الإطالة في صلاة المنفرد الذي يقوى على الإطالة، ويُمكن للمسلم أن يصلّي ما شاء من الركعات في قيامه، وفي أي وقتٍ من الليل، لكن إذا كانت في جماعة فيفضل ألا يطيل الإمام القيام لعدم إلحاق المشقة بالمصلين.
لا يُشترط أن يستغرق القيام الليل كله، وليس للصلاة فقط، فيُمكن أن يكون قيام الليل بالصلاة وقراءة القرآن وأي عبادة أخرى.
صلاة الليل مثنى مثنى يقتضي التسليم في كل ركعتين.
وينبغي أن يحرص المسلم على قيام الليل ولا يتركه؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه.
أفضل أوقات قيام الليل الثلث الآخير، وصلاة الليل تجوز في أوله، وأوسطه، وآخره؛ لحديث أنس - رضي الله عنه - قال: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيته))، ولحديث عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أقرب ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن))، وتفسير هذه الأحاديث أنه من الأفضل القيام في الثلث الأخير من الليل.
فأما إن خاف أن لا يقوم آخر الليل استحب أن يوتر من أوله.