المحتويات
الاستخارة هي طلب الخيرة من الله عز وجل في شيء ما في أمورك سواء الدنيوية أو الدينية، حين يحتار المسلم في الاختيار بين أمرين، فإنه يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويصلي صلاة تُسمى صلاة الاستخارة.
فعوض الله المسلمين بركعتي الاستخارة، لما فيهما من التوكل على الله؛ وتفويض الأمر إليه؛ والرضا بقدر الله وقضائه، فإذا هممت بأمر وأردت أن تعزم عليه بعد استشارة الناس فإنك تستخير.
عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أن النبي كان إذا أراد أمرًا قال: «اللهم خر لي واختر لي».
حكمها
- هي سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جابر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها فيقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة".
- يجوز للمسلم أن يكرر هذه الصلاة أكثر من مرة، في أوقات مختلفة، إذا لم ينشرح صدره لما استخار فيه.
- عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: «إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبعًا، ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإن الخير فيه».
- يستخير المسلم في المباحات والمندوبات، أما الواجبات والمحرمات فلا يستخير فيها
- صلاة الاستخارة ركعتان من غير الفريضة، ودعاء الاستخارة يكون قبل السلام أو بعده، والدعاء قبل السلام أفضل.
كيفية صلاة الاستخارة
تبدأ بالنية، والنية شرط قبل الفعل، وتغتسل وتتوضأ، تقرأ في الركعة الأولى الفاتحة والكافرون، وتقرأ في الثانية الفاتحة والإخلاص، ثم تدعو بعد التسليم بالدعاء المحفوظ، ولو من ورقة، أو قل: اللهم خر لي واختر لي الخير يا رب أينما كان، إنك على كل شيء قدير، وتنام.
وهناك دعاء صلاة الاستخارة آخر
روَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَال: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُْمُورِ كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَْمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيُقَل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَْمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَال عَاجِل أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَْمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَال عَاجِل أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ. وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ. قَال: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ.
ومن لا يحفظ هذا الدعاء، يجوز له أن يكتبه في ورقة ويقرأه من الورقة أثناء الصلاة، أو يقول: "اللهم خر لي واختر لي الخير".
شروط صلاة الاستخارة
- أن تكون في الأمور التي لا يعرف المسلم فيها أن يختار ويقرر قراره، التي لا يعرف خيرها وشرها، ولا تكون من العبادات والواجبات، لأن هذه الأمور تحتاج إلى فتوى وليس استخارة.
- وردت بعض الأحاديث بالدعاء ثلاثًا في الاستخارة، ويجوز تكرار الصلاة أكثر من مرة، ماعدا من تبين له شيء فيما يستخير الله فيه فهنا لا يجوز التكرار.
- على المسلم ألا ينتظر شيئًا بعد الاستخارة، فهو يفعل الشيء الذي يشرح الله له صدره، أو أن يجد في نفسه انصرافًا عن هذا العمل، وعدم رغبته فيه.
- هي صلاة مستقلة، لا ينوي معها غيرها، ولا يصح تداخلها مع صلاة من الصلوات المفروضة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «فليركع ركعتين من غير الفريضة».
- اتفق بعض العلماء أنه يجوز أن يدعو المسلم دعاء الاستخارة فقط دون الصلاة، أو بعد الصلاة.
- هناك اختلاف بين العلماء إذا كان يصح الجمع بين أكثر من أمر في الصلاة أو لا، فهناك من أجاز هذا الجمع ومنهم من قال أنه لا يجوز.
- هل يسمي حاجته أو يكتفي بالنية؟، قال الحافظ: قوله في الحديث "ثم يسميه بعينه".
- لا يجوز أن ينوب أحد عن آخر في الصلوات سواء صلاة مفروضة أو من السنن، قال ابن عبد البر: «أما الصلاة بإجماع من العلماء أنه لا يُصلي أحدٌ عن أحدٍ فرضًا عليه من الصلاة، ولا سُنة، ولا تطوعًا لا عن حي ولا عن ميت، وكذلك الصيام عن الحي لا يجزئ صوم أحدٌ في حياته عن أحد، وهذا كُله إجماع لا خلاف فيه».