المحتويات
تُعد صلاة العيدين هي أفضل النوافل، لذا فهي ليست فرض، ولكنها واجبة، وهما صلاتان يؤديها المسلمون (صلاة عيد الفطر وصلاة عيد الأضحى).
كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليها، ويأمر الرجال والنساء للخروج لأدائها.
بل ثبت الأمر القرآني بصلاة العيد كما ذكره أئمّة التفسير في قوله تعالى: {فَصَل لِرَبِّكَ وانْحر}، فإِنّهم قالوا: المراد هنا هو العيد.
موعد صلاة العيد
إن موعد الصلاة يبدأ بارتفاع الشمس قدر رمح إلى وقت زوالها مثل صلاة الضحى، ويمكن تعجيل الأضحى في أول وقت ارتفاع الشمس، وتأخير الفطر، لأن الناس في حاجة إلى تعجيل الأضحى لذبح الأضاحي، وامتداد وقت صلاة الفطر ليتسع لأداء زكاة الفطر، وهذا سُنة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويُسن الأكل قبل الخروج لصلاة الفطر والإمساك عن الأكل في الأضحى ليأكل من أضحيته، كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات.
أما إذا فاتتك الصلاة:
- قيل عند الحنفية والمالكية أنه من فاته العيد، فلا قضاء له، لأن لها وقت معين لصلاتها وإذا فات فلا تصح الصلاة.
- أما الشافعية فقالوا أنه يمكن قضاؤها، لأنها من النوافل، والنوافل يشرع قضاؤها.
- وقيل عند الحنابلة أنه غير جائز قضاؤها، لكن يمكن أن تُصلى أربع ركعات بسلامين أو بسلام واحد.
عدد ركعات صلاة العيد
تُصلى ركعتان، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم العيد ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما).
قد روي عن علي رضي الله تعالى عنه أنه لما خرج لصلاة العيد في المصلى، قيل له: إن هناك أناساً عجزة -أي: يشق عليهم الخروج مع الناس إلى المصلى- فاستخلف من يصلي لهم، قال: (لو استخلفت لأمرت أن يصلي أربع ركعات).
كيف نصليها
أولًا: لا يجوز الأذان أو الإقامة للعيدين بأي حال من الأحوال، وتؤدى صلاة العيدين في أي مكان طهر سواء في المسجد أو الصحراء، لحديث أبي سعيد: (كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخرج في الفطر والأضحى إلى المصلى)، والقصد من ذلك هو الاحتفال بالشعائر الدينية وإظهارها.
ثانيًا: فهي ركعتان تُصلى قبل الخطبة، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة).
ثالثًا: عليك أن تغتسل قبل الذهاب للعيد لأنها سُنة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم تبدأ الصلاة بالتكبير، والتكبير هو من شعائر الإسلام، لحديث عائشة مرفوعاً: (التكبير في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع). ويرفع يديه مع كل تكبيرة؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (كان يرفع يديه مع التكبير).
ثم يقرأ الفاتحة، في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى. وفي الثانية بالغاشية لقول سمرة: (كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأ في العيدين (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) و(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ))، وصحَّ عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه كان يقرأ في الأولى بـ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) وفي الثانية (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر).
آداب العيدين:
- التهنئة: فمن الجميل في أيام العيد، التقاء الناس والتهنئة والمحافظة على صلة الرحم، عن جبير بن نفير قال: "كان أصحاب النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبّل الله منا ومنكم".
- التكبير: فقد شرع الشافعية التكبير بعد كل الصلوات المفروضة.
- لبس الثياب الجميلة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يلبس يوم العيد بردة حمراء".
- العيد هو يوم راحة وسعادة للمسلمين: عن أنس رضي الله عنه قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر).
لأن عيد الفطر يأتي بعد صيام رمضان، وهذه نعمة، لأن الله وفق المسلمين وأعانهم على أنفسهم وعلى الشيطان والهوى، وكذلك الحجاج جاءوا من كل فج عميق، وأدوا المناسك بحمد الله، فكان بعده عيد الأضحى.
- التكبير: فقد شرع الشافعية التكبير بعد كل الصلوات المفروضة.